شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بأكثر من 1% لتتجاوز مستوى 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى مما يعكس حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية حيث لجأ المستثمرون إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة، كما أن توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسهمت في دعم هذه الأسعار، مما يجعل الذهب واحداً من أفضل الأصول أداءً هذا العام، ومع الزيادة المستمرة في الطلب على الذهب والفضة، يتوقع الكثيرون أن تستمر هذه الاتجاهات في المستقبل القريب، حيث يعتبر الذهب تقليدياً مخزناً للقيمة في أوقات الأزمات، وبالتالي فإن الارتفاع الحالي في الأسعار يعكس القلق المتزايد لدى المستثمرين بشأن استقرار الأسواق.

ارتفاع قياسي في أسعار الذهب والفضة

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة في المعاملات الفورية، حيث ارتفعت بنسبة تتجاوز 1% لتصل إلى ما فوق 4000 دولار للأونصة، ويرجع ذلك إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، إضافة إلى التوقعات بشأن خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي، مما دفع العديد من المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة، كما ارتفعت أسعار الفضة أيضاً لتسجل مستويات تاريخية، متبعةً خطى الذهب في جذب انتباه المستثمرين.

أسعار الذهب والفضة تتجاوز التوقعات

استمرت أسعار الذهب في الارتفاع، حيث سجلت 4050.24 دولار للأونصة، بزيادة قدرها 1.7% في الساعة 13:45 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة مماثلة لتصل إلى 4070.5 دولار عند التسوية، كما شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً بنسبة 3.2% لتصل إلى 49.39 دولار للأونصة، بعد أن بلغت ذروتها عند 49.57 دولار في وقت سابق من الجلسة، مما يعكس الطلب المتزايد على المعادن النفيسة.

العوامل المؤثرة في السوق

تتعدد العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب والفضة، حيث أشار ماثيو بيغوت، مدير الذهب والفضة في شركة ميتالز فوكس، إلى أن قوة الذهب تعكس خلفية اقتصادية وجيوسياسية إيجابية لأصول الملاذ الآمن، وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام، بعد ارتفاعها بنسبة 27% في العام السابق، ويُعتبر الذهب أحد أفضل الأصول أداءً خلال هذا العام، متجاوزاً ارتفاع أسواق الأسهم العالمية، بينما شهدت أسعار العملات الأخرى مثل الدولار الأميركي والنفط الخام تراجعاً ملحوظاً.

توقعات مستقبلية لأسعار المعادن النفيسة

تتوقع الأسواق استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، مع توقعات بخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الفدرالي الأميركي، مع إمكانية خفض آخر في نهاية العام، حيث وصلت التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب إلى 64 مليار دولار حتى الآن، وسجلت رقماً قياسياً في سبتمبر بلغ 17.3 مليار دولار، مما يعزز من استمرار الزيادة في أسعار المعدن النفيس، ويشير المحللون إلى أن “الخوف من تفويت الفرصة” قد يعزز من هذه الزيادة، مما يفتح المجال أمام الذهب للوصول إلى مستويات جديدة قد تصل إلى 5000 دولار للأونصة.