أشار الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته في أسبوع القاهرة الثامن للمياه إلى أن حوض النيل يستقبل سنويًا 1660 مليار متر مكعب من الأمطار إلا أن دولتي المصب مصر والسودان لا تحصلان سوى على 84 مليار متر مكعب فقط وهذا يبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في إدارة مواردها المائية ويعكس أهمية التعاون الإقليمي والدولي لضمان استدامة المياه وأمنها المائي وفي ظل التغيرات المناخية والضغوط المتزايدة على الموارد الطبيعية يتطلب الأمر حلولًا مبتكرة واستراتيجيات فعّالة لمواجهة تلك التحديات وتحقيق التنمية المستدامة للجميع مما يجعل من هذا الحوار ضرورة ملحة لتحقيق العدالة في توزيع الموارد المائية وتعزيز السلام بين دول الحوض.

أسبوع القاهرة الثامن للمياه: منصة عالمية للتعاون والاستدامة

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة مؤثرة في الجلسة الختامية من “أسبوع القاهرة الثامن للمياه”، الذي عُقد تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك في الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر الجاري، حيث تناول في كلمته أهمية التعاون الدولي في مواجهة تحديات المياه وتغير المناخ، وأكد أن هذا الأسبوع أصبح منصةً عالميةً تجمع صناع القرار والخبراء من أكثر من خمسين دولة، مما يعكس مكانة مصر كمركز إقليمي للحوار حول قضايا المياه والتنمية المستدامة.

أهمية التعاون في مواجهة التحديات المائية

أشار رئيس الوزراء إلى أن أسبوع القاهرة للمياه شهد تنوعًا في الأفكار والمبادرات، مما يعكس الوعي العالمي المتزايد بأهمية التعاون في مواجهة التحديات المائية، حيث تناولت المناقشات خمسة محاور رئيسية تشمل التعاون، والمناخ، والابتكار، والحلول القائمة على الطبيعة، واستدامة البنية التحتية، لتكون هذه المحاور خريطة طريق نحو مستقبل مائي أكثر أمانًا واستدامة للجميع. كما سلط الضوء على الفعاليات البارزة والاجتماعات الوزارية التي عززت الحوار حول قضايا الأمن المائي والتمويل والتكامل الإقليمي.

التحديات التي تواجه مصر والدعوة للتعاون الدولي

أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تواجه تحديات مائية معقدة، تعتمد على موارد محدودة وتتعرض لضغوط سكانية متزايدة، مما يتطلب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان أمن مائي مستدام، حيث أشار إلى أن مياه نهر النيل تعتبر قضية وجودية لمصر، وأكد على ضرورة التعاون العادل والمنفعة المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة. كما أشار إلى أن القانون الدولي يجب أن يكون أساس أي مشروع على الأنهار المشتركة، مع التأكيد على أن الحق في التنمية لا ينفصل عن واجب عدم التسبب في ضرر الآخرين.

مبادرات مصر في دعم التنمية الأفريقية

في ختام كلمته، دعا رئيس الوزراء إلى تعزيز التعاون والشراكات مع الدول والمؤسسات الدولية لتحقيق الأمن المائي والغذائي، مؤكدًا أن مصر تظل رائدة في إدارة مواردها المائية، حيث تواصل تطوير بنيتها التحتية وتبني التكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه، مما يعكس التزامها بتحقيق مستقبل مشترك يبدأ من قطرة ماء. كما اختتم الدكتور مدبولي كلمته برسالة واضحة حول أهمية المياه كعنصر للتعاون والسلام، مما يعكس الدور الفعال لمصر في دعم التنمية الأفريقية والمساهمة في تحقيق الاستدامة العالمية.