حسن الشافعي: الدفاع عن الوطن واجب مقدَّس وسيناء تمثل رمزًا للتضحية
في عالم يشهد تغيرات متسارعة وأحداثًا متلاحقة، تبرز الحاجة إلى متابعة الأخبار أولًا بأول لنفهم ما يجري من تطورات تؤثر على مختلف جوانب الحياة ، في هذا السياق نلقي الضوء على حسن الشافعي: الدفاع عن الوطن واجب مقدَّس وسيناء تمثل رمزًا للتضحية، الذي تصدّر العناوين وأثار اهتمام الجميع ، لنعرض لكم التفاصيل الكاملة عبر بوابة مولانا .
الأحد 02/فبراير/2025 – 11:12 م
شهد جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد، ندوةً مهمة تناولت موضوعًا شائكًا بعنوان الفتوى ومسائل الهُويَّة وتعزيز الانتماء، والتي شارك فيها الدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم والدكتور حسن الشافعي -عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
حسن الشافعي: الدفاع عن الوطن واجب مقدَّس
واستهلَّ فضيلة العلَّامة الدكتور حسن الشافعي -عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف- كلمته بالتأكيد على أهمية معرفة الإنسان لِذَاته باعتبارها المدخل الأول للعلم والمعرفة، مشيرًا إلى أن الهُويَّة، رغم أنها مصطلح حديث، تعكس مفهومًا قديمًا يتمثل في ماهية الإنسان وحقيقته، مضيفا أن المصريين، مسلمين وأقباطًا، ظلوا على مدار التاريخ أصحاب فطرة دينية سليمة، حيث كانوا يلجؤون إلى النيل طلبًا للطهر، ما يعكس ارتباطهم الروحي بالطبيعة وتدينهم العريق.
وتطرَّق الشيخ حسن الشافعي إلى الأهمية التاريخية والجغرافية لسيناء، مشيرًا إلى أنها تمثِّل ما يقرب من خُمس مساحة مصر، لكنها ليست مجرد أرض، بل رمز للتضحية والفداء، حيث ارتوت كلُّ حَبة من ترابها بدماء الأطهار الذين دافعوا عنها عبر العصور، مؤكدًا أن الدفاع عن الوطن واجب مقدَّس يحتِّم على الجميع التكاتف لحمايته.
وأوضح فضيلته أن المصريين يتمتعون بترابط اجتماعي فريد، مستشهدًا بتجارب شخصية عاشها في الغرب، مشيرًا إلى أن المجتمعات الغربية تعاني من العزلة الاجتماعية، حيث يعيش كثير من كبار السن وحدهم دون رعاية، بينما في مصر لا تزال قيم التلاحم الاجتماعي قوية وحية.
وذكر موقفًا للأمير تشارلز الذي دعا البريطانيين إلى التعلم من المسلمين في آسيا وأفريقيا كيفية الحفاظ على الروابط الاجتماعية.
وشدَّد الشيخ حسن الشافعي على أن الفتوى ليست مجرد إصدار للأحكام الشرعية، بل هي جزء من هوية الأمة وأداة للحفاظ على تماسكها الاجتماعي والروحي. وأكد أن الفتوى الحقيقية يجب أن تراعي ظروف الناس وتساهم في ترسيخ قيم الاعتدال والتسامح، مشيرًا إلى أن الغلو في الدين أو الانحراف نحو الإلحاد يمثلان خطرًا يهدد وَحدة المجتمع.
وأكَّد فضيلته أن القيادة الروحية والوطنية تمثل درعًا للأمة في مواجهة محاولات طمس الهُويَّة والثقافة، مستشهدًا بفترة الاستعمار الإنجليزي الذي أدرك قوة تأثير المؤسسات الدينية والروحية في الحفاظ على تماسك الشعب المصري.
وأوضح الشيخ حسن الشافعي أن التضحية من أجل الوطن والدين واجب لا يقبل المساومة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
وقال: إن الهُويَّة وإن كانت لفظةً مستحدثة فهي مفهوم قديم معروف بالماهية أو حقيقة الشيء، وإن الهُويَّة ليست مجرد عقيدة، بل تشمل العادات والتقاليد والخصائص الثقافية، وكذلك فإن اللغة والهُويَّة هما غطاء الفكر والعقل والشِّعر والدين. كما أكد أن الغرب حاول إفساد اللغة لإفساد الشعوب، لكن يجب أن نجتمع على هذه الهُويَّة التي تمثِّل جوهرَ تراثنا، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال عليكم بسُنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وأنَّ أول انشقاق في جسم الأمة كان على يد الخوارج الذين أخبر عنهم النبي بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، مشيرًا إلى أن التطرف بنوعَيْهِ: الغلو في الدين أو الإلحاد، يهدِّد وَحدة الأُمَّة.
ودعا الدكتور حسن الشافعي إلى الوحدة والاعتدال، مشددًا على أهمية دور المؤسسات الدينية مثل الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، ومشيخة الطرق الصوفية، ونقابة الأشراف في توجيه المجتمع نحو القيم الصحيحة. وأكد أن السماح بهامش للاختلاف الفكري والثقافي يعزز روح الاعتدال ويحمي الأمة من التطرف والانقسام.
وأضاف أن الذين دفعوا أذى الصليبيين عن العالم العربي والإسلامي هم المصريون، ومن دفعوا أذى المغول هم المصريون، فهذا دَور مصر التاريخي وقدرها، ومن يقول إن الإرهاب صناعة مصرية يحارب الحقيقة والواقع، والعالم كله يعرف تاريخ الإرهاب ومن أين أتى وكيف تأثَّر دُعاته بالمصادر الخارجية.
واختتم حديثه بأن معرض الكتاب هو مهرجان المعرفة، وعلى كل مؤسسات مصر الدينية أن يغتنموا الفرصة لبيان كامل الحقائق للشعب، وعلينا أن نخرج منه ونحن على قلب رجل واحد ورأي واحد، وأن نتناول أزماتنا التي تهدِّد وَحدة الأمة وتناسق المجتمع، داعيًا إلى ضرورة التكاتف والعمل المشترك من أجل الحفاظ على الهُويَّة الوطنية، راجيًا من الله أن يحفظ مصر والأمة الإسلامية، وأن يُنعِم عليها بالوَحدة والعلم النافع والسلام.
في الختام، يبقى حسن الشافعي: الدفاع عن الوطن واجب مقدَّس وسيناء تمثل رمزًا للتضحية محور اهتمام ومتابعة من الجميع حيث تتواصل التطورات وقد نعرض لكم في أوقات قادمة مزيدًا من المستجدات للمقال ، مع تسارع الأحداث يبقى دور بوابة مولانا نقل الحقائق وتحليلها لفهم ما يجري ، سنوافيكم بكل جديد فور حدوثه.
تعليقات